واشنطن تعلن تصفية خبير حوثي للطائرات المسيّرة في العراق

رواها 360:
أعلن قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، عن تصفية خبير بارز في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة تابع لجماعة الحوثي، وذلك خلال عملية نوعية نفذتها القوات الأمريكية داخل الأراضي العراقية في أبريل 2024.
وقال كوريلا، في جلسة استماع أمام الكونغرس، إن العملية أسفرت أيضًا عن مقتل عنصر من حزب الله اللبناني، مشيرًا إلى أن كلاهما كان يقدمان دعمًا فنيًا لكتائب حزب الله العراقية.
وأضاف أن العملية تأتي ضمن جهود واشنطن للتصدي للنفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة، مؤكدًا استمرار الولايات المتحدة في اعتراض المسيّرات الحوثية، التي تُصنع في إيران وتُطلق ضمن حملة إيرانية أوسع لزعزعة الاستقرار الإقليمي.
وفي سياق حديثه عن التحديات الأمنية، وجّه كوريلا انتقادات حادة إلى الصين، متهمًا إياها بالتواطؤ غير المباشر مع إيران عبر تجاهل أنشطة الحوثيين في البحر الأحمر، رغم امتلاكها قاعدة عسكرية في جيبوتي، الأمر الذي أدى إلى تفاقم أزمة الشحن العالمي وتسبب في أضرار اقتصادية كبيرة لمصر.
واتهم كوريلا بكين بانتهاج سياسة مزدوجة في الشرق الأوسط، حيث تسعى لبناء شراكات أمنية مع السعودية والإمارات، وفي الوقت ذاته تواصل شراء النفط الإيراني بطرق التفافية، بمعدل يبلغ 1.5 مليون برميل يوميًا، ما يعزز من الموارد المالية لطهران ويقوّض فاعلية العقوبات الأمريكية.
وأشار الجنرال الأمريكي إلى اتساع النفوذ الصيني في العراق، عبر سياسة استثمارية طويلة الأمد تشمل قطاعات الطاقة والتسلح، لافتًا إلى أن صادرات الأسلحة الصينية إلى الشرق الأوسط ارتفعت بنسبة 80% في السنوات الأخيرة، مستفيدة من الأسعار المنخفضة وغياب الشروط السياسية.
كما تطرق إلى الشراكة العسكرية بين واشنطن ودول الخليج، مؤكدًا أن قاعدة “العديد” في قطر تمثل حجر الزاوية في الوجود العسكري الأمريكي بالمنطقة، وتساهم الدوحة بـ300 مليون دولار سنويًا في تكاليف تشغيلها، واصفًا التعاون الدفاعي بين البلدين بأنه “نموذج فريد”.
وفي ما يخص الساحة السورية، أكد كوريلا تراجع النفوذ الروسي هناك، لافتًا إلى أن موسكو باتت عاجزة عن تقديم دعم فعال للنظام السوري، الذي بدأ بمراجعة تحالفاته الاستراتيجية، في حين تعمل روسيا على تعزيز تعاونها مع إيران لسد هذا الفراغ.
واختتم كوريلا تصريحاته بالتأكيد على أن الدور الأمريكي في المنطقة يشهد تحوّلًا تدريجيًا من كونه ضامنًا مباشرًا للأمن إلى جهة تنسق وتدير التكامل الدفاعي بين شركائها، بما يعكس تحولًا في طبيعة الالتزامات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.